الثلاثاء، ١٥ شعبان ١٤٣١ هـ

القيادة من المقعد الخلفي


هكذا سميت هذا التوجه في أساليب قيادة فرق العمل وكنت سابقا سميته القيادة اللا مرئية و لكنني أرى أن هذا الاسم لا يتلاءم مع المفهوم الذي أسميته به، وأما القيادة من المقعد الخلفي فهي شيء عايشته في كثير من المواقف و انتفعت بهفي كثير من المواقف التي قد تواجه الطالب الجامعي كالمشاريع الجماعية و الأبحاث و المعامل و حتى في التدريب الصيفي. القيادة من المقعد الخلفي ببساطة ألا تكون القائد رسميا فقد لا يكون هناك قائد أو تكون تحت قيادة قائد ما لكنك تريد توجيه دفة المشروع إلى ما تراه مناسبا لك فتكون كقائد للسيارة دون الحاجة لأن تكون في المقعد الأمامي. ربما تدعي أن هذا النوع من القيادة لا يفيدك لأن الإنجازات التي سيحققها فريق العمل سيعود الثناء على حسن قيادتها للقائد فأقول نعم و لكن الفشل في قيادتها سيحاسب عليه أيضا و يه فرصة جيدة للتعلم و اختبار الفرضيات.

القيادة من المقعد الخلفي هي أن توجه مسار دفة المشروع على ما تراه وذلك بدون الإعلان عن رغبتك في القيادة. إنه أسلوب حكيم يجمع بين توجيه الملاحظات و مدح الآراء الموافقة لما تراه مناسبا دون أن تتبنى الفكرة ( في بعض الأحيان عدم تبنيك للفكرة يجعلها متقبلة للآخرين ) و الجميل في هذا النوع من القيادة أنه قابل للتطبيق على أي فئة كانت كفرق العمل في مشاريعم أو حتى مع أسرتك..

و لا أشك أن هذا النوع من القيادة موجود في حياتنا اليومية و يقوم به الكثيرون ممن ملك هذه الموهبة أو اضطر إلى هذا النوع من التوجيه كما كنت أضطر إليه في المراحل الأولى بالجامعة في معامل الفيزياء حيث يغلب على الطلبة ألا يعرفوا بعضهم فالحل إما أن تقود و تكون في المقدمة أو تقود من المقعد الخلفي.

كما أتوقع أن تقنن هذه الأساليب و تصبح علما يدرس علما أنه يعتمد على علومو مهارات أخرى كصياغة الأوامر و الاستماع الجيد و توليد الحلول اللحظية. وإنها ستكون من أقوى الحلول لفرق العمل مما يجعل أعضاء الفريق كلهم يفهمون معنى القيادة بشكل محسن و كذلك يتفهمون القرارات الإدارية بشكل أفضل مما يساهم في صنع قرارات معدلة و محسنة.

جربوا القيادة من المقعد الخلفي لكن إنتبهوا من تجاوز السرعة بجانب كاميرات ساهر.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق